بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً ﴾.[i]
أيها الموالون، نحن اليوم في ضيافة شهرٍ عظيم، شهر شعبان الذي تميز عن سائر الشهور بفضائله وخصائصه الفريدة. وتشير الأخبار الشريفة إلى أنّ شهر شعبان هو شهرُ النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، فعن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله تعالى).[ii]
ويُعْرف شهر شعبان بشهر الشفاعة، والسبب يخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: (وسُمّي شهر شعبان شهر الشفاعة لأنّ رسولكم يشفع لكلّ من يصلّي عليه فيه).[iii]
لذلك تذكر كتب الأدعية والأذكار بأنّ من الأعمال المستحبة العامّة في شهر شعبان، الإكثار من الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “وأكثروا في شعبان من الصلاة على نبيّكم وأهله”.[iv]
وهذا الدعاء[v] لا يقتصر استحباب ذكره على شهر شعبان فحسب، بل يُستحب في كل الأوقات، وخاصة عند ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، سواء أثناء قراءة القرآن، أو الأدعية والزيارات، أو الروايات، أو أثناء الأذان والإقامة، وكذلك في الركوع والسجود والقنوت، وبعد الصلاة، وفي سجدة الشكر، وقبل النوم، وعند الاستخارة، وعند الدخول إلى المسجد والخروج منه، وفي غيرها من المناسبات المشابهة، فقد روي في صحيحة الإمام الباقر عليه السّلام: «وصلّ على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم كلّما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان أو غيره».[vi]
نعم المتّفق عليه هو وجوب الصلاة على محمد وآله في الصلاة الواجبة: كالصلاة اليومية، وصلاة الآيات، وصلاة الأموات، وصلاة الطواف، ففي الخبر عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «إنّ الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم من تمام الصلاة إذا تركها متعمّدا فلا صلاة له»[vii]، وهذا ما أشار له الشافعيّ وهو أحد الأئمّة الأربعة عند أهل السنّة في شعره بمدح أهل البيت عليهم السلام قائلاً:
كفاكم من عظيم القدر أنّكم من لم يصلّ عليكم لا صلاة له.[viii]
ولأهمية هذا الدعاء المتمثل بالصلاة على محمد وآله فقد أنزل الله تعالى فيه قرآنا، فقال عزّ وجلّ: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً].[ix]
و هذا تكريم لم يحظ به أحد من الأولين والآخرين حتى من الأنبياء المعصومين عليهم السّلام، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال في جواب اليهودي، الذي سأله عن فضل النبي صلى اللّه عليه واله وسلم، على سائر الأنبياء عليهم السّلام، فذكر اليهودي أن اللّه أسجد ملائكته لآدم عليه السّلام، فقال عليه السّلام: «و قد أعطى اللّه محمّدا صلى اللّه عليه واله وسلم أفضل من ذلك، وهو أن اللّه صلّى عليه، وأمر ملائكته أن يصلّوا عليه، وتعبّد جميع خلقه بالصلاة عليه، إلى يوم القيامة، فقال جلّ ثناؤه: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] فلا يصلّي عليه أحد في حياته، ولا بعد وفاته، إلّا صلّى اللّه عليه بذلك عشرا، وأعطاه من الحسنات عشرا، بكل صلاة صلّى عليه، ولا يصلّي عليه أحد بعد وفاته، إلّا وهو يعلم بذلك، ويرد على المصلّي السلام مثل ذلك، لأنّ اللّه جلّ وعزّ، جعل دعاء أمته فيما يسألون ربهم، جلّ ثناؤه، موقوفا عن الإجابة، حتى يصلّوا عليه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فهذا أكبر وأعظم ممّا أعطى اللّه آدم ».[x]
وكذلك، فقد أكرم الله تعالى “آل محمد” عليهم السلام تكريماً خاصاً يشير إلى إمامتهم على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى تفضيلهم على سائر الخلق باستثناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك من خلال الأمر بالصلاة عليهم في كل صلاة.
المَبْحَثُ الأوَّلُ: مَعْنَى الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
إنّ للصلاة معنى لغوي ذكره أهل اللغة، ومنهم: الراغب، حيث قال: أن الأصل للصلاة هو الدعاء، قال كثير من أهل اللغة هي الدعاء والتبريك والتمجيد، يقال: صلّيت عليه، أي دعوت له بمعنى زكيت.[xi]
وحينما نسأل عوام الناس عن المعنى الذي يتبادر في أذهانهم حينما يسمعون كلمة (صلاة) سيتبادر إليهم المعنى الاصطلاحي الفقهي، أي العبادة المخصوصة التي أوّلها تكبيرة الإحرام وآخرها التسليم، ولكن هذا المعنى لا يصح أن ينسب لله الخالق تجاه مخلوقه، بل هو مختص بصلاة المخلوق لخالقه.
وحينما نأتي إلى معنى (الصلاة) الوارد في هذه الآية فلقد اختلف علماء التفسير وشُرّاح الحديث من العامّة والخاصّة في معناها إما من حيث تعدّد أفرادها [xii]، أو من حيث نفس المعنى اللغوي لكلمة (صلاة)، فالصلاة من الله على محمد وآله يختلف معناها عن صلاة الملائكة، وعن صلاة الناس. لذا لا بدّ من الوقوف على معنى كل واحد منها التي سنطرحها في المطالب الآتية:
المَطْلَبُ الأوَّلُ: مَعْنَى الصَّلَاةِ مِنَ اللَّهِ
قيل المراد من صلاة اللّه تعالى هي تعطّفه على رسوله بالمزيد من الرحمة.[xiii] وإليه ذهب العديد من علمائنا منهم: صاحب تفسير الأمثل، حيث قال ما نصه: «الصلاة كلّما نسبت إلى اللّه سبحانه فإنّها تعني «إرسال الرحمة».[xiv]
ويؤيده ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: [إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا][xv]، قال: «الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء».[xvi]
وحينما نستقرئ النصوص الشرعية يتبين أن الله تعالى جلّ جلاله يصلي أيضاً على المؤمنين، بدليل قوله تعالى: [هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ][xvii]، ومنهم الصابرون، قال تعالى: [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ].[xviii]
إن صلاة الله على المؤمنين هي بمعنى الرحمة به والعطف عليه، ومن الطبيعي أن هناك فرقا بين صلاة اللّه تعالى على رسوله وبين صلاته على المؤمنين. فصلاته تعالى على المؤمنين إنما هي لإخراجهم من الظلمات إلى النور كما في الآية المباركة، -التي تقدم ذكرها- وأما صلاته على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم فالأمر ليس كذلك، إذ هو نور بنفسه، حيث يقول اللّه تعالى في حقّه: [قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ] [xix]ويقول: [يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً ][xx]، لذا صلاة الله (على النبي صلى الله عليه وآله فهي تفيد -بالإضافة إلى الرحمة- معنى زائداً وهو بيان فضله وتعظيمه وتشريفه بهذه الصلاة وإعلاء كلمته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتضعيف مثوبته والزيادة في رفع درجته).[xxi]
المَطْلَبُ الثَّانِي: مَعْنَى الصَّلَاةِ مِنَ المَلَائِكَةِ
من الواضح أن الصلاة من الله تعالى تختلف عن الصلاة من غيره، فمنه (عز وجلّ) هبة وعطاء، ومن غيره طلب وتوسل، وهذا ما نجده في صلاة الملائكة وصلاة المؤمنين، فكلّ ما ورد في معنى صلاتهم لا يخرج عن هذا الإطار، وهو الطلب والتوسل من الله تعالى أن يفيض على من يصلّون عليه بما يشاء أن يفيض عليهم. وانطلاقا من ذلك جاء في تفسير صلاة الملائكة عدّة معانٍ[xxii] ومن أبرزها: الدعاء، كما في قوله تعالى: [هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ][xxiii]، فصلاة الملائكة على المؤمنين بمعنى الدعاء لهم كالدعاء بغفران ذنوبهم، روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إن لله عز ذكره ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه، وذلك قوله عز وجل: [يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا.. ]، والله ما أراد بهذا غيركم».[xxiv]
إذن صلاة الملائكة على المؤمنين تعني: الدعاء والاستغفار، أي الطلب من الله بتطهيرهم، وغسلهم من آثار الذنوب.
بينما صلاة الملائكة للنبي وآله فهي بمعنى الدعاء، والاستغفار والثناء والتعظيم، أو ما عبرت عنه الروايات بالتزكية[xxv]، وإليه ذهب صاحب تفسير الميزان حيث قال: إنها بمعنى التزكية والاستغفار[xxvi]، وما ذهب إليه العلامة هو الأصح والأقرب إلى الواقع، وكما عليه مجموعة من الروايات والأحاديث.
قد يسأل أحدكم: ما معنى أن صلاة الملائكة على النبي هي بمعنى التزكية والاستغفار؟
الجواب: لنقف أولاً على معنى (التزكية).
في اللغة تعني التطهير والتنزيه، والمدح، والتعظيم.
إنّ (التطهير) -هنا-لا يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحتاج للتطهير من خطأ أو ذنب، فهو معصوم. بل المقصود أن الملائكة تطلب من الله أن يظل النبي في أعلى درجات الطهارة والنقاء، خالٍ من أي نقص أو عيب، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وهذا إقرار بكمال النبي وعصمته.
وأما المدح فيعني: الإشادة بشخصه وإعطاءه الثناء الذي يستحقه وإظهار محاسنه ومناقبه، مع الطلب من الله بزيادة فضل النبي ورحمته.
وأما تعظيم الملائكة للنبي فهو تعظيم مكانة النبي والطلب من الله برفع درجات النبي ومقامه عنده.
مثال توضيحي: إذا كان لديك حفل تكريمي لشخص مميز، فتقوم بمدحه وتقديره أمام الجميع، وتبرز إنجازاته وأخلاقه. هذا يشبه كيف أن الملائكة تُزكي النبي، حيث يعترفون بمقامه الرفيع ويعظمونه.
والآن لنقف على معنى (الاستغفار)، حينما نقول: (أنّ صلاة الملائكة على النبي هي استغفارها له)، أي أنها تطلب من الله المغفرة للنبي.
سؤال: نفهم مما ذكرتم أن إحدى مصاديق صلاة الملائكة على النبي هي: استغفارها له، ولكن هذا التفسير يتعارض مع عصمة النبي من الذنوب الثابتة في القرآن كقوله تعالى: [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا][xxvii]، وأيضا حينما نستقرئ بعض آيات الله نجد أن الله يطلب من النبي أن يستغفر لذنبه قائلا: [وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ][xxviii]، وقوله تعالى: [إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ][xxix]، فهل هناك ذنب على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؟
ونرد عليه بالنقطتين الآتيين:
1. الاستغفار -هنا-لا يعني طلب مغفرة من ذنب، بل هو دعاء للرفع الدائم لمقام النبي وزيادة في درجاته. بمعنى آخر، استغفار الملائكة هو دعاء لاستمرار رحمة الله على النبي كاستمرار عصمتهم ولطفه تعالى بهم لدفع كل آفة ونقص، وزيادة تكريمه وتعظيمه.[xxx]
2.(إنّ الذنب الذي يُسنده القرآن الكريم إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الآيات، وكذلك العصيان الذي يسنده القرآن الكريم إلى أحد الأنبياء سلام اللّه عليهم، وكذلك الذنب أو العصيان الذي يسنده المعصوم إلى نفسه في بعض الأدعية الشريفة كدعاء كميل وأمثاله، يختلف معناه تماماً عن الذنب والعصيان الذي يُسند إلى سائر الناس، فهو ليس بمعنى ارتكاب الإثم ، وفعل الحرام؛ فإنّ هذا بعيد غاية البُعد عن المعصومين سواء الأنبياء أو الأئمة عليهم السلام؛ فإنّهم جميعاً معصومون عن المعاصي والذنوب ، وارتكاب المحرّمات ، ومعصومون أيضاً عن الخطأ والسهو والنسيان بل معناه كما قال علماؤنا (رضوان اللّه تعالى عليهم) في عبارتهم المشهورة : «حسنات الأبرار سيئات المقرَّبين».
إنّ الأنبياء والأئمة عليهم السلام نظراً إلى أنّهم المقرَّبون عند اللّه تعالى ، وهم خواصّ اللّه ، وخالصته ، وصفوته، ويرون أنفسهم دائماً في محضره تبارك وتعالى، لذا فهم يشعرون دوماً بالتقصير تجاهه؛ فانّ القُرب من معدن العظمة والجبروت يوجب الخوف والشعور بالتقصير مهما أطاع وأمتثل وأجهد نفسه بالعبادة والانقياد وتنفيذ ما أمر اللّه تعالى به، فهم دائماً يعتبرون أنفسهم مذنبين بالقياس إلى مقام قُربهم عند اللّه تعالى، ويرون أدنى غفلة قلبية عن المحبوب والكمال المطلق تبارك وتعالى ذنباً وتقصيراً منهم تجاهه، رغم أنّهم مهتمّون غاية الاهتمام بامتثال أوامره ونواهيه، وليس ذلك إلّا لأنّهم يرون أنّ قيمة أعمالهم إنّما هي بمقدار توجّه نفوسهم، وانجذاب قلوبهم إليه تبارك وتعالى، فإذا انقطعوا عن هذا التوجّه التامّ ولو لحظةً ، وبأدنى غفلة قلبية رأوا أنفسهم كأنّهم أعرضوا عن المحبوب ، وانقطعوا عن ذكره، وأبطلوا طهارة قلوبهم بذلك، حتّى أنّ الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب وغيرهما يُعَدّ عندهم ذنباً بالقياس إلى موقعهم القريب جدّاً من الباري تعالى نظراً إلى أنّ الاشتغال بها اشتغال بغير المحبوب، وإعراض عنه اختياراً ، وهو ذنب في عالم الحُبّ والقُرب من المحبوب، وإن لم يكن ذنباً في عالم التشريع والتقنين).[xxxi]
لتوضيح الفكرة، نضرب المثال الآتي: الأم الحنون التي تبذل كل جهدها لرعاية ابنها المريض دون تقصير، قد تلوم نفسها عند وفاته، قائلة: “أنا السبب في موته؛ لأنني غفلت عنه لدقائق أثناء إعدادي الطعام له في المطبخ”. في الواقع، هي ليست مذنبة ولم تقصّر في رعايته، لكن حبها الشديد لابنها يجعلها تشعر بالذنب.
المَطْلَبُ الثَّالِثُ: مَعْنَى الصَّلَاةِ مِنَ النَّاسِ
إن الصلاة من الناس بمعنى الدعاء، كصلاة الرسول على المتصدقين، قال تعالى: [خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ][xxxii] وقوله: [وَصَلِّ عَلَيْهِمْ] الصلاة عليهم هي الدعاء لهم ولمالهم بالخير والبركة.[xxxiii]وكان (من بركات هذا الدعاء أن تنزل الرحمة الإلهية عليهم، وتغمر قلوبهم ونفوسهم إلى درجة أنهم كانوا يحسون بها).[xxxiv]
وقد روي أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا أخذ الزكاة من أبي أوفى قال: «اللّهمّ صلّ على أبي أوفى وآل أبي أوفى»[xxxv]، أي الدعاء له بالرحمة والبركة.
وأيضا صلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه وآله هي بمعنى الدعاء له برفع درجته، وعلوّ منزلته.
إن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس مجرد شخص عادي، بل هو إنسان عظيم ومهم جداً لدرجة أن الله والملائكة يصلون عليه. ومن هنا، يجب على المؤمنين أن يدركوا عظمته وأن يصلوا عليه ويسلموا تسليماً.
وامتثالاً لهذا الأمر الإلهي، وإقراراً بفضله وحقّه، وتعظيماً لشخصه العظيم وليكونوا من الشاكرين كان لزاماً عليهم الصلاة على محمد وآله بالدعاء له برفع المنزلة والدرجات العالية وأن يفيض عليه من النعم والخيرات ما يليق به، وهكذا يكون الدعاء هو المعنى المناسب لصلاة المؤمنين على النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو الوارد في روايات أهل البيت عليهم السلام.[xxxvi]
روي عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنه قال: «صلاة اللّه: رحمة من اللّه، وصلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له».[xxxvii]
قال العلامة المجلسي في كتابه الفوائد الطريفة: (صلاتنا عليه طلب لأنْ يُعظّمه الله تعالى ويبجّله ويُثني عليه في الملأ الأعلى، ويُعلي ذكره ودعاءه، ويكثر أمته، ويكثر رحماته وبركاته عليه وعلى أهل بيته المكرمين).[xxxviii]
إنّ خلاصة تفسير صلاة الله وملائكته والناس على النبي صلى الله عليه وآله هي: (إنّ الصلاة من الله تعالى هي: الرحمة المقرونة بالثناء والتعظيم، ومن الملائكة هي: الرقة والدعاء والاستغفار، ومن الناس هي: التضرع والدعاء في الدنيا لإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وإجزال أجره ومثوبته، وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود، وتقديمه على كافة المقربين والشهود صلوات الله تعالى عليه)[xxxix]وعلى آله.
المَبْحَثُ الثَّانِي: كَيْفِيَّةُ الصَّلَاةِ وَحُكْمُهَا
تظافرت أخبار كثيرة ومختلفة في كيفية الصلاة على النبي، وللاختصار نذكر ما روي عن كعب بن عجزة قال: «قلت: يا رسول الله، قد علّمتنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».[xl]
إنّ القدر المتيقن مما في الروايات في الصلاة التي أمر الله بها عباده المؤمنين في الآية المباركة هي: (اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد) أو: (اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعلى آلِ مُحَمَّد)، و(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وبعضهم يُضيف (وَسَلّم)، وما زاد على هذه الصور فهو مستحب كما قرره علماء الشيعة.[xli]
ولكن كثيراً من المسلمين اليوم يقتصر على (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم) بدون ذكر الآل، وهذه الصيغة منهيٌ عنها بروايات الفريقين، فقد روى ابن حجر في الصواعق: أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله قال: «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: و ما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهمّ صلّ على محمّد و تمسكون، بل قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد».[xlii]
علما أن المراد من الآل هم الأئمة الاثني عشر ومعهم فاطمة الزهراء عليها السّلام.[xliii]
المَبْحَثُ الثَّالِثُ: أَهْمِيَّةُ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
في هذا المبحث، سنسلط الضوء على أهمية الصلاة على محمد وآله من منظور أهل البيت عليهم السلام، وسنشير إليه في النقاط الآتية:
1.عندما نقوم بالصلوات على رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ففي الواقع نحن نطلب الرحمة لهم عليهم السلام، ويُعد ذلك بمثابة الهديّة لهم عليهم السلام وهم خير من تأدّب وتخلّق بالأخلاق الإلهيّة، الّتي منها ما وردت الإشارة إليه في قوله تعالى:﴿ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾.[xliv]
لذلك فإنّ مقتضى كرم أهل البيت عليهم السلام أن يقوموا بردّ هديّتنا بل ومضاعفتها لنا، ويقومون بالدعاء لنا نحن، ومن المؤكّد أنّ دعاءهم مستجاب إن شاء الله تعالى.
وعليه لو قمنا بالدعاء لأنفسنا فلا نعلم أنّه مستجاب أم لا، ولكن لو قام النبيّ وأهل بيته الأطهار بالدعاء لنا، فإنّ دعاءهم مستجاب بإذن الله تعالى.
إذاً بحكم العقل إن كنّا بصدد طلب المنفعة لأنفسنا، علينا أن نبدأ بالصلوات على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام مع غضّ النظر عن إدراج دعائنا الشخصيّ بين الصلوات في الابتداء والصلوات في ختام الدعاء.
2.إنّ الدعاء بالصلوات على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ترجع مصلحتها للإنسان الداعي، وذلك لأنّ الداعي يقوم بطلب الرحمة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام. ورغم أن وجودهم المقدّس مليء بالرحمة الإلهيّة إلا أن الرحمة لا حدود لها ولا نهاية، لذا عندما نطلب لهم المزيد من الرحمة ستفاض عليهم وسوف ترشح وتفيض منهم عليهم السلام إلى غيرهم ممّن هو متعلّق بهم ويعدّ تابعاً وتحت ولايتهم، ولو أردنا تشبيه هذه الحالة فإنّ أفضل مثال لها هو شخص عنده كوب مليء بالماء، فكلّما سُكب ماء داخل الكوب فإنّه سوف تفيض على الصحن الّذي تحته، والّذي يستفيد من هذا الماء المسكوب هي الموجودات المتعلّقة أو الموجودة بالصحن؛ وعليه فإنّ من يدعو ويصلّي على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته تعود نفع هذه الصلوات إليه، لأنّ وجودهم مليء بالرحمة فتفيض منهم عليهم السلام على الشخص الداعي، ولذلك ورد في الدعاء: “اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد صلاة تغفر بها ذنوبنا، وتصلح بها عيوبنا…”.[xlv]
ونتيجة ما تقدّم: إنّ الصلوات على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام ترجع فائدتها إلى شخص الداعي، فلو راجعنا الزيارة الجامعة على صاحبها أزكى وأطيب الصلاة والسلام، ففيها يقول:” وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة أنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا”.[xlvi]
هذا بالإضافة إلى أنّ هذه الهدية الّتي يُقدّمها لهم عليهم السلام يقابلونها بالهدية وبالدعاء له ويستفيد أكثر من هذا الدعاء.
3. عندما يريد إنسانٌ أن يطلب شيئاً ما من رجل عظيم أو جليل وفي نفس الوقت لا يرى لنفسه أنّه أهل لهذا الطلب، أو يليق بأن يطلب من هذا العظيم، فإنّه ينبغي عليه بناء لما في علم النفس أن يلفت نظر هذا العظيم أوّلاً، ثمّ يقوم بطلب حاجته منه، وعلى سبيل المثال: يبدأ أوّلاً بإظهار المحبّة له، والعلاقة به، والطاعة وغير ذلك، ويسعى قدر الإمكان لتهيئة الظروف شيئاً فشيئاً حتّى تحين الفرصة في طلب حاجته.
ونحن الناس لا نملك اللياقة أن نطلب من الله سبحانه، ولا نستحقّ منه الإجابة؛ وذلك بسبب ما ارتكبناه من ذنوب، وتجرّأنا بالمعاصي، وواجهناه بالسيّئات، وفي نفس الوقت ليس لدينا سبيل غير الطلب منه سبحانه، لذلك لا بدّ من تحصيل هذه اللياقة للطلب، وأفضل وسيلة هي طلب الرحمة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، فبطلب الرحمة لهم وإظهار المحبّة لهم نستطيع تحصيل لياقة الطلب من الله سبحانه.
وحقيقة المسألة هي أنّ الصلوات تعطينا الجرأة للحديث مع الله سبحانه وأن نطلب حاجاتنا في محضر العظمة الإلهيّة، وقبل أن نقوم بأيّ طلب لأنفسنا نبتدئ بطلب الرحمة لأحبّائه وأوليائه، وهذا الأسلوب هو المستخدم في ميدان المحبّة والعشق، حيث يستخدم أسلوب الإيثار ولغة المحبّة والرحمة، فكأنّنا نقول لأهل البيت عليهم السلام: “نحن وإن كنّا عين الفقر والحاجة، وغارقين في مستنقع الاحتياج، لكن مع ذلك نطلب من الله سبحانه أن يتفضّل عليكم بالرحمة والخير، وما هذا الدعاء والإيثار الصادر منّا إلّا إبرازاً وتعبيراً لشدّة محبّتنا لكم”.
إذاً عندما لم يكن أهل بيت النبوّة عليهم السلام بحاجة لدعائنا وطلبنا لهم من الله، ولكن دعاءنا لهم يشبه تصرّف الفقير المسكين الّذي يقف أمام دار أحد الأغنياء ويقول له: “الله يطيل عمرك ويعطيك الصحة والسلامة، الله يرزقك من ماله…” فإنّ هذا التصرّف من الفقير والطلب من الله سبحانه ليس إلّا للفت نظر الغنيّ، لذلك لا يقول الغنيّ أبداً: “إنّني سالم وصحّتي جيّدة وما عندي من مالٍ يكفيني و…” وذلك لأنّه يعلم أنّ هذا الفقير لا يستطيع عمل شيء غير هذا الدعاء، وهذا النحو من الأدعية لا يمكن تفسيرها وتحليلها بالطرق العقلية، وهي ليست سوى بيان للمحبّة وإبراز للعشق ولفت للانتباه.[xlvii]
المَبْحَثُ الرَّابِعُ: خَوَاصُّ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
إنّ الصلاة على النبي محمد وآله تحمل العديد من الخواص والفوائد الروحية والدنيوية، وهي من الأعمال التي حثّ عليها الإسلام بشكل كبير لما فيها من بركة ورحمة وتقرّب إلى الله تعالى، ونذكر منها الخواص والفوائد الآتية[xlviii]:
الأولى: أنها من أفضل الأعمال: روي عن عبد السلام بن نعيم قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلّا الصلاة على النبي وآله. فقال عليه السّلام: «ولم يخرج أحد بأفضل مما خرجت».[xlix]
الثانية: إنها من تمام الصلاة: إنّ من صلّى الصلاة الواجبة أو المستحبة ولم يصلّ على محمّد وآل محمّد لم تقبل منه صلاة، ففي الخبر عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال: «من تمام الصوم إعطاء الزكاة (أي زكاة الفطر) كما أنّ الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم من تمام الصلاة، ومن صام ولم يؤدّها فلا صوم له إن تركها متعمّدا، ومن صلّى ولم يصلّ على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وترك ذلك متعمّدا فلا صلاة له».[l]
الثالثة: زيادة الحسنات: روي عنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «عندما وصلت إلى السماء ليلة المعراج رأيت ملكا له ألف يد في كل يد ألف إصبع مشغولا بالحساب والعدّ، فسألت جبرئيل: من هو هذا الملك؟
وماذا يحسب؟ قال جبرئيل: هذا الملك موكل بقطرات المطر يحصي كم قطرة تنزل من السماء إلى الأرض.
فقلت لذلك الملك: أنت تعلم كم قطرة من المطر نزلت من السماء إلى الأرض مذ خلق اللّه الدنيا.
قال: يا رسول اللّه والذي بعثك بالحق إلى الخلق إني لأعلم بالإضافة إلى ما ذكرت كم قطرة نزلت في الصحراء وكم قطرة نزلت في المعمورة وكم قطرة في البساتين وكم قطرة في الأرض المالحة وكم قطرة في المقابر.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: فعجبت من حفظه وتذكره في حسابه.
قال: يا رسول اللّه وإني مع حفظي هذا وتذكري وأيدي وأصابعي لعاجز عن حساب شيء واحد. قلت: ما هو؟
قال: قوم من أمّتك يجتمعون في مكان فيذكر اسمك أمامهم فيصلّون عليك فإنّي لا أستطيع إحصاء ثوابهم».[li]
الثالثة: كفّارة الذنوب: روي عن الإمام عليّ الرضا عليه السّلام: «من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما».[lii]
وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «من صلّى عليّ في الصباح عشرا محيت عنه ذنوب أربعين سنة».[liii]
الرابعة: الخروج من الظلمات إلى النور: رويعن إسحاق بن فرّوخ قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «يا إسحاق بن فرّوخ من صلّى على محمّد وآل محمّد عشرا، صلّى اللّه عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول اللّه تعالى: [هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً][liv]“.[lv]
والظلمات متعددة فتارة تكون من الأفكار والأخلاق الرديئة، وأخرى من ظلمة الذنوب والمعاصي، فإن كل ذنب يصدر من العبد يسوّد أعماله وقلبه.
وأمّا النور فهو واحد، والمراد به: «نور الهداية والطاعة والإيمان والحق»، نعم للنور مراتب كثيرة شدة وضعفا تختلف باختلاف أحوال العباد.
الخامسة: أنها ترفع النفاق: روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنها تذهب بالنفاق».[lvi]
السادسة: تطرد الشياطين: عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «إن الشيطان اثنان: شيطان الجن، ويبعد بلا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم، وشيطان الإنس ويبعد بالصلاة على النبي وآله».[lvii]
السابعة: توجب محبة اللّه تعالى، والقرب من النبي صلى الله عليه وآله وردّه السلام:
عن الإمام علي الهادي عليه السّلام: «إنما اتّخذ اللّه تعالى إبراهيم خليلا لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته».[lviii]
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة”.[lix]
الثامنة: أنها تعين على أهوال الآخرة: ونذكر منها الروايات الآتية:
#عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتى أثقّل بها حسناته».[lx]
#عنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «ليردنّ عليّ الحوض يوم القيامة أقوام ما أعرفهم إلّا بكثرة الصلاة عليّ».[lxi]
#عنه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «من صلّى عليّ ألف مرّة بشّر بالجنة قبل موته». [lxii]
#عنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «ومن صلّى عليّ ألف مرّة حرّم اللّه جسده على النار، وثبّته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وعند المسألة، وأدخله الجنة، وجاءت صلاته عليّ لها نور يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام، وأعطاه اللّه بكل صلاة صلّاها عليّ قصرا في الجنة قلّ ذلك أو كثر».[lxiii]
التاسعة: أنها توجب استجابة الدعاء: روي عن الإمام علي عليه السلام: «كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلّي على محمّد وآله».[lxiv]
وعن الإمام علي عليه السّلام: «إذا كانت لك إلى اللّه تعالى حاجة، فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله صلى اللّه عليه وآله وسلّم ثم سلّ حاجتك، فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى».[lxv]
والسرّ في كون الصلاة سببا لقبول الدعاء إن العبد إذا جعل الصلاة في أول الدعاء وفي آخره وعرض المجموع على اللّه تعالى فإنّ اللّه الكريم يستحي أن يردّ البعض ويقبل البعض، وما دامت الصلاة غير محجوبة فلا بد من عدم محجوبية الدعاء أيضا، واللّه أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، مثال ذلك: أن من باع أمتعة صفقة واحدة، فإنّ المشتري لا يسوغ له أخذ الصحيح وردّ المعيب، بل أما أن يردّ الجميع، أو يقبل الجميع، ولا يردّ المعيب فقط، وهذا الداعي مزج دعاءه بالصلاة على محمّد وآله، وعرض الجميع صفقة واحدة على ربّ الأرباب وهو أكرم وأجلّ من أن يردّ المعيب ويقبل الصحيح.
العاشرة: أنها توجب قضاء الحوائج: عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «من عسرت عليه حاجة فليكثر بالصلاة عليّ فإنها تكشف الهموم والغموم، وتكثر الأرزاق، وتقضي الحوائج».[lxvi]
وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «من صلّى على محمّد وآل محمّد مرة قضى اللّه له مائة حاجة»[lxvii]، وفي كتاب التحفة الرضوية عن كشكول الزنجاني: إن من المجربات لقضاء الحوائج ولشفاء المريض قراءة هذا الدعاء كل يوم (70) مرة وهو: «اللهم صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك».[lxviii]
الحادية عشرة: تزيل الفقر وتورث الغنى: روي أنّ فقيرا شكا إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم من شدّة الفقر، فقال له: «إن أردت أن يغنيك اللّه فصلّ عليّ وعلى آلي».[lxix]
الثانية عشرة: تورث العافية: عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم: «من صلّى عليّ مرة، فتح اللّه عليه بابا من العافية».[lxx]
المَبْحَثُ الْخَامِسُ: قِصَصٌ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عليهم السلام
ونذكر منها هاتين القصتين:
# قصة الصلاة وطعم حلاوة العسل:
في أحد الأيام كان النبي محمد صلى الله عليه وآله جالسا مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وسط بستان كثير الزرع والأشجار. أقبلت نحوهما نحلة وأخذت تدور فوق رأسهما كثيراً، التفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقال: أتدري يا علي ماذا تقول هذه النحلة؟ فقال الإمام عليه السلام: لا يا رسول الله. قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذه النحلة قد استضافتنا اليوم، قالت(النحلة) لي: وضعت لكم مقداراً من العسل في محل كذا، فأرسل أخاك أمير المؤمنين علي عليه السلام. إلى ذلك المحل ليأتي به، فقام الإمام عليه السلام وجلب العسل، فقال النبي للنحلة: أيتها النحلة أن طعامك من أزهار الورود وهو مر، فكيف يتحوّل إلى عسل حلو؟ فقالت النحلة: يا رسول الله إن حلاوة العسل جاء من بركة ذكر اسمك المبارك واسم أهل بيتك الطاهرين عليهم السلام، عندما نمتص رحيق الأزهار يلهم إلينا أن نصلي عليك وعلى أهل بيتك المعصومين ثلاث مرات، فلما نكمل ذكر الصلوات يصبح عسلنا حلو.[lxxi]
ملاحظة: قد يستغرب بعضهم كيف يمكن لهذه الكلمة الإلهية أن تغيّر طعم المادة. لكن عندما نطّلع على بعض الدراسات التي أجراها العلماء، يزول هذا الاستغراب.
فقد قام العالم الياباني “إيموتو” بتجارب فريدة من نوعها، كتبها في كتابه الشهير بعنوان (رسائل الماء للبشرية)، حيث أخذ قطرات من الماء وعرضها لترددات صوتية مختلفة، ولاحظ تحت المجهر أن ترتيب جزيئات الماء يتغير بتغير الترددات، مشكلاً أشكالاً بديعة وجميلة. الأمر المدهش أنه وجد أن الماء يظهر تفاعلاً خاصاً مع كلام الله تعالى ومع الأذكار.
هذا التفاعل يشير إلى أن الأشياء التي خلقها الله، بما في ذلك الجمادات، تمتلك قدرا من الوعي والإدراك، كما قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ). ويبدو أن للكلام تأثيراً إيجابياً أو سلبياً على المادة، اعتماداً على نوعه، بحيث يؤثر على شكلها أو لونها أو طعمها أو رائحتها.[lxxii]
#قصة الرجل وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله لأبيه:
في تاريخ المدينة المسمى بجذب القلوب إلى ديار المحبوب للشيخ عبد الحق الدهلوي: أنه وجد رجلا لا يدعو في الطواف والسعي وسائر المواقف غير الصلاة على محمد وآله عليهم السلام، فقيل له: لم لا تدعو بشئ من المأثور؟، فقال: عاهدت إن لا أشرك مع الصلاة دعاء آخر فأن والدي لما توفي رأيت وجهه كالحمار، فغمّني ذلك ورأيت في النوم رسول الله صلى الله عليه وآله فتمسكت بعطفه وشفعت لوالدي، وسألت عن سببه، فقال: كان يأكل الربا وكل من أكله كان هذا جزاءه في الدنيا والآخرة، ولكن والدك كان يصلي عليّ في كل ليلة عند المنام مائة مرة، ولذا قبلت شفاعتك، فرأيت وجهه كالبدر، وسمعت من هاتف عند دفنه إنّ سبب عناية الله وغفرانه لوالدك صلواته وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وآله.[lxxiii]
بعد أن انتهينا من بيان المباحث الخمسة التي تكشف لنا بعض أسرار الصلاة على محمد وآله، نرجع إلى الآية -محل البحث-وهو قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً ﴾.[lxxiv]
حيث عرفنا أن اللهّ يأمرنا فيها بأمرين:
الأول:﴿ صَلُّوا عَلَيْهِ ﴾، وذكرنا معنى الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله.
الثاني:﴿ وَسَلِّمُوا تَسْليماً ﴾.
فما هو تفسير قوله تعالى:﴿ وَسَلِّمُوا تَسْليماً ﴾[lxxv]؟
الجواب: (سلّموا) أما أن يكون بمعنى «السلام» على النّبي صلّى اللّه عليه وآله ب: (السلام عليك يا رسول اللّه) وما أشبه ذلك، والذي يعني طلب سلامة النّبي صلّى اللّه عليه وآله من اللّه سبحانه.
أو تعني: التسليم لأوامر نبي الإسلام الأكرم، كما ورد في الآية (65) من سورة النساء [ثُمَّ لاٰ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً]، وكما نقرأ في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أبا بصير سأله فقال: قد عرفت صلاتنا على النّبي، فكيف التسليم؟ قال: «هو التسليم له في الأمور».[lxxvi]
فالتسليم يعني الانقياد الكامل والقبول التام لما جاء به النبي صلى الله عليه وآله، ومنه تأكيد الرسول على التمسك بآل بيته من بعده، وقد تواتر بين العامة والخاصة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.[lxxvii]
[i] الأحزاب/56.
[ii] وسائل الشيعة -الحر العاملي -ج ١٠ -ص ٤٩٣.
[iii] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٩٤ -ص٧٨.
[iv] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج 94 -ص 77.
[v] اعتبر بعض العلماء-ومنهم المامقاني في مرآة الكمال-أن الصلاة على محمد وآل محمد من الأدعية لا الأذكار، والفرق بين الدعاء والذكر أن الدعاء مشتمل على الطلب بخلاف الذكر -وهو ثناء وتعظيم للّه تعالى -فإنه اصطلاح لما لا طلب فيه.
[vi] وسائل الشيعة -الحر العاملي -ج ٥ -ص٤٥١.
[vii] وسائل الشيعة-الحر العاملي -ج ٦ -ص ٤٠٧.
[viii][viii] ينابيع المودّة-القندوزي-ج 3-ص 103.
[ix] الأحزاب/ 57.
[x] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٩١ -ص٦٩.
[xi] المفردات-الراغب الإصفهاني-مادة (صلا).
[xii] أفراد الصلاة هي: صلاة الله، وصلاة الملائكة، وصلاة النبي (صلى الله عليه واله) على أي أحد من المؤمنين، وصلاة الناس على النبي.
[xiii] من هدي القرآن-محمد تقي المدرسي-ج 10 -ص 352.
[xiv] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ناصر مكارم الشيرازي-الجزء 13-ص 340.
[xv] الأحزاب / 56.
[xvi] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٩١ -ص ٥٥.
[xvii] الأحزاب/43.
[xviii] البقرة/ 157.
[xix] المائدة/ 15.
[xx] الأحزاب/ 46.
[xxi] الصلاة على محمد وآل محمد-إعداد شعبة التبليغ في قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية-ص20.
[xxii] مختصر الصلاة البتراء-محمد هاشم المدني -ص 7.
[xxiii] الأحزاب/43.
[xxiv] بحار الأنوار-المجلسي-ج59 -ص 6 19 -ح 61.
[xxv] البرهان في تفسير القرآن-هاشم البحرانى، تفسير نور الثقلين-الحويزي-ج 6-ص 79/221، 225.
[xxvi] الميزان في تفسير القرآن-الطباطبائي-ج 22-ص 338.
[xxvii] الأحزاب/33.
[xxviii] محمد/19.
[xxix] الفتح/1-2.
[xxx] يقول السيد فاخر الموسوي في كتابه التجلي الأعظم، ما نصه: الاستغفار الذي يرجع إلى المصلى عليهم هو الاستغفار الدفعي الذي هو عبارة عن استمرار الفيض لعصمتهم وكمالهم. وبعبارة أخرى الاستغفار لاستمرار إفاضة اللطف الإلهي لتفاعل ملكة العصمة فيهم، أي استمرار العصمة وبعد السلب عن القابلية الطاهرة، وهذا ظاهر ولا يخفى على أهل الفضل والعلم.
وتوضيح ذلك لأهل الظاهر على سبيل المثال: إذا قام الإنسان المؤمن بمنع وصول النجاسة إلى مسجد ما، وحافظ على طهارته ولا يدع أحد يلوث المسجد وينجسه سمي هذا الإنسان (مطهرا للمسجد) من باب التطهير الدفعي، وإن لم تكن هناك نجاسة في المسجد أصلا ولا تطهير، وكذا إذا قام بتطهير المسجد برفع النجاسة الواقعة فيه يسمى (مطهرا للمسجد) أيضا ولكن من باب التطهير الرفعي.
وعلى ضوء المثال نقول: إن صلاة الله تعالى على محمد وآل محمد عليهم صلوات الله وسلامه (بمعنى الغفران) معناها عبارة عن استمرار عصمتهم ولطفه تعالى بهم لدفع كل آفة ونقص.. وتكون صلاة الملائكة واستغفارهم طلبا لذلك في المرتبة الأولى، فيكون الغفران من باب (الغفران الدفعي). المصدر: التجلي الأعظم -سيد فاخر موسوي -ص 229-256.
[xxxi] شبكة رافد/ research.rafed.net / العقائد الإسلامية/ اسئلة وردود / العصمة/ إسناد الذنب إلى النبيّ ص في القرآن-سماحة السيّد علي الحائري-بتصرف.
[xxxii] التوبة/ 103.
[xxxiii] راجع: تفسير الميزان -السيد الطباطبائي -ج ٩ -ص ٣٧٧.
[xxxiv] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل -الشيخ ناصر مكارم الشيرازي -ج ٦ -ص ٢٠١.
[xxxv] كنز العرفان -المقداد السيوري-ج 1 -ص 139.
[xxxvi] البرهان في تفسير القرآن -هاشم البحرانى، تفسير نور الثقلين -الحويزي-ج 6: 79/221، 225-بتصرف.
[xxxvii] تفسير نور الثقلين-الحويزي-ج 4 -ص 202.
[xxxviii] الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة السجادية-العلامة المجلسي-ص 208.
[xxxix] آية الصلاة على النبي محمد وفوائدها في الدنيا والآخرة-الشيخ عباس السيد فاضل الحسني-ص3-4.
[xl] أمالي الصدوق-ص315.
[xli] صيغة الصلاة علىٰ النبي صلی الله عليه وآله وسلم ذكرها علماء الشيعة في مبحث التشهّد من الصلاة، ويمكن ـ على سبيل المثال أن نذكر منهم: العلاّمة الحلي في: تحرير الأحكام ج 1 ص 256، منتهى المطلب ج 1 ص 293، تذكرة الفقهاء ج 3 ص 235، نهاية الأحكام ج 1 ص 499.
[xlii] الصواعق المحرقة-ابن حجر-ص87.
[xliii] النور المبين في فضل الصلاة على محمد وآله الطاهرين –السيد حسين الطالب-ص 98.
[xliv] الرحمن/60.
[xlv] المراقبات-السيد ابن طاووس-ج 1-ص 76.
[xlvi] مفاتيح الجنان -الشيخ عباس -653.
[xlvii] كتاب إلا رحمة للعالمين-إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية-ص149-151-بتصرف.
[xlviii] النور المبين في فضل الصلاة على محمد وآله الطاهرين-السيد حسين الطالب-ص107-177.
[xlix] ثواب الأعمال وعقاب الأعمال-الصدوق-ص 187.
[l] مناقب آل أبي طالب عليه السّلام-ابن شهر آشوب -ج 4 -ص 143.
[li] منازل الآخرة-عباس القمي-ص 116.
[lii] ثواب الأعمال وعقابها-الشيخ الصدوق-ص 44.
[liii] ثواب الأعمال وعقابها-الشيخ الصدوق-ص 45.
[liv] الأحزاب/43.
[lv] وسائل الشيعة-الحر العاملي -ج ٧ -ص ٢٠٠.
[lvi] وسائل الشيعة -الحر العاملي -ج ٧ -ص١٩٣.
[lvii] مستدرك الوسائل -الميرزا النوري -ج ٥ -ص٣٤٢.
[lviii] علل الشرائع -الشيخ الصدوق -ج ١ -ص ٣٤.
[lix] رواه الترمذي وابن حبان.
[lx] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٩١ -ص ٦٥.
[lxi] ثواب الأعمال وعقابها-الشيخ الصدوق-ص 45.
[lxii] م.ن-ص 46.
[lxiii] م.ن-ص 45.
[lxiv] م.ن-ص 46.
[lxv] وسائل الشيعة -الحر العاملي -ج ٧ -ص ٩٧.
[lxvi] ثواب الأعمال وعقابها-الشيخ الصدوق-ص 45.
[lxvii] م.ن-ص50.
[lxviii] التحفة الرضوية-محمد الرضوي-ص 202.
[lxix] لئالي الأخبار-التويسركاني -ج 3 -ص 436.
[lxx] بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٩١ -ص ٦٣.
[lxxi] فضل آثار الصلاة على محمد وآل محمدُ ص12-13.
[lxxii] شبكة الألوكة/ alukah.net/ ثقافة ومعرفة / عالم الكتب/ رسائل من الماء: عجائب الخلق وقدرة الخالق-بتصرف.
[lxxiii] دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام-ج2-ص108. نقلا عن عجائب الأنوار في فضائل الصلاة على محمد وآله الأطهار-حسين العربي-ص11.
[lxxiv] الأحزاب/56.
[lxxv] م.ن.
[lxxvi] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل-ناصر مكارم الشيرازي -ج13 -ص 341-342-بتصرف.
[lxxvii] وسائل الشيعة -الحر العاملي -ج ٢٧ -ص ٣٤.