بسم الله الرحمن الرحيم
بادئ ذي بِدء نقول إنَّ للشعائر الحسينية أدواراً كبيرةً مُهمَّة في بناء المجتمع الإسلامي والإنساني لا يمكن الوقوف عليها في هذه العُجالة، فهي ليست ضرباً من الانكسار النفسي كما يُصوِّرها البعض، ولا هي مجرَّد تقاليد اجتماعية فارغة من الأفكار والمفاهيم الرسالية، كما أنَّها ليست سلوكاً سلبياً خالياً من الأهداف والنتائج التي تُسهم في تغيير المجتمع، بل هي تحمل في طيّاتها الأهداف العظيمة والكبيرة.
وبقدر اهتمام الشيعة بإحياء واقعة الطف ، اهتم أعداؤهم بالتشكيك في مشروعية الشعائر الحسينية، واتهموها بالبدعة، واعترضوا على الجزع على الحسين عليه السلام، وبأنه ليس أول شهيد في الإسلام، وبأنه الآن في الجنة ولزم أن نفرح، ولماذا الشيعة يحزنون على الحسين دون بقية المعصومين؟، ولماذا هذا الاسراف في التوزيع في المجالس الحسينية؟، وغيرها من الدعاوى التي هي بمثابة دس السم في العسل، فقد يتأثر من ذلك بعض الموالين السذج البسطاء فيحصل عندهم شك وضعف في أحياء الشعائر الحسينية، ولأجل التصدي لهذه الهجمة الشرسة من أعداء الإسلام، قدمت هذه الحلقات المتواضعة والتي سلطت فيها الضوء على بعض الشبهات الأكثر شهرة على ألسنة الناس، وأساله تعالى أن يتقبل منا هذا القليل وأن يبارك فيه ويجعله أحد اسباب ثباته على الولاية بمحمد وآله الطاهرين.