بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان بطبعه اجتماعي يحن إلى بني جنسه ويحب معاشرتهم بشكل فطري ويأنس إلى أقرانه من البشر ولذا تراه لا يحب الوحدة ويستوحش من الأماكن المقفرة الخالية ويهاب الدخول فيها… وقد حث أبو عبد اللَّه عليه السلام على الإكثار من الأصدقاء والإخوان فقال: “استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة“2. لكن بقدر ما يكون الصديق والأخ مفيداً إذا كان صالحاً فكذلك قد يكون خطراً يودي بصاحبه إلى اسوء العواقب بحيث يتلاوم أصدقاء السوء يوم القيامة فيتهم بعضهم بعضاً ويلقي بعضهم على بعض مسؤولية المصير القاتم جهنم ويندمون حين لا ينفع الندم:
يقول تعالى: ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) الفرقان:29 28.
فالأخلاق السيئة مرض معدِ يتسلل من صاحب الأخلاق السيئة إلى أصحابه وأصدقائه إذ ينقل الإمام الصادق عن أبيه قوله له: “يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مداخل السوء يتهم…“البحار، 278 68.
فكيف نستطيع أن نفرق بين الصديق الصالح والطالح؟، وكيف يمكنني التخلص من صديق السوء؟ وما هي أوصافه؟ ولماذا انصدم بعد فترة طويلة بأن صديقي لم يكن وفياً ومخلصاً؟ ….الخ من الأسئلة التي ستجدون الإجابة عليها عند متابعتكم لهذه السلسلة التربوية والمعنّونة ب ( الصديق ودوره في إرشاد الطريق)
ملاحظة: انتظرونا في الحلقات القادمة، ونرجو منكم الدعاء لنوفق لإكمال السلسلة التربوية. خادمتكم مياسة شبع